ابتعَدَ عن المشرق كي
لا يحترق
مصراتة
/ ليبيا : مصطفى منيغ
الإحساسُ بالغربة،
في مثل الأجواء المكهربة، ومكان الأجساد البشرية منه وإليه مُسَرَّبَة، كالأرزاق
بحِيَلٍ الحاجة مُهرَّبَة، إحساسٌ تتداخل فيه الرَّغبة بالرّهبة ، لتنتهي حقبة
ارتضيتُها بحثاً عن الحقيقة لتكتمِلَ حياتي الصحفية بأخر تجربة ، تُخرجني من
بُعْدٍ بَعيدٍ ذُقتُ داخله طعم تغيير مفهوم مُتَّخذ عن قناعة بقضية للوطن جد
مقرَّبة ، إلى مفهوم متمِّمٍ بأدق عبارة، يلقي الحمل الثقيل على من اعتقدها نصراً
ثمينا ولو سبّبت للمغرب (حينما حسبتها
بالأرقام الصحيحة) أضخم تضحية وليست خسارة .
... الإخلاص للوطن
يبتدئ بالإخلاص للعمل مع تدبير الأخير ليُصبح استثماراً نافعا بما قد يُفرزه من
إنتاج تغطي موارده مستلزمات حضارة ، ورثناها كأمازغيين مغاربة من آلاف السنين جيلا
مُؤَسِّساً للبدايات وأجيال متعاقبة ميزها الاحترام للإرادة الفردية قبل الجماعية
، وعرّفتها قوة الاحتمال المتسلسلة الصلاحية
، وقادتها القدرة على الصبر وابتكار ما يحافظ عبر القرون على السير وفق
مناهج آية في التكوين والتربية ، وشدَّت أزرها الكلمة - الصدق - المفتاح المعالج
للتمتع بالحرية والعيش بكرامة ، وطرد الصمت خدمة للمصلحة العامة كما حصل مع مواقف
كثيرة في التاريخ مُفَسَّرة .
... الشعور بالغربة
اقتضته الوقفة المفاجئة في زاوية ما من معبر "رأس
إجدير" المحصورة صحراؤه القاحلة شمالا بالبحر الأبيض المتوسط وجنوباً
بالمسماة "ملاحة بريقة" في أقصى غرب دولة ليبيا المتاخمة للجمهورية
التونسية ، حيث جمعني اللقاء مع إنسان يهودي العقيدة ، إسرائيلي السمات ، من صنف
المتجولين في أراضي العباد دون خوف من أحد ،
لإتقانهم أساليب التنكر والذوبان في وقت معين كالحضور ، وامتلاكهم أي جواز يسهل لهم عند أي اتجاه المرور، عرفتُ
كل هذا بفراستي المهنية وبحدس سادس ما خذلني مرة من المرات ، تعرضت فيها لمثل
المجريات ، وبخاصة في أوربا ومنها اليونان .
... حدثني بإسهاب عن قضية الصحراء المغربية
بأسلوب قربني لمعلومات إن لم أقل خطيرة فهي مهمة للغاية ، منها أن الرئيس الجزائري
عبد العزيز بوتفليقة كان يُطبِّق في شأنها ما كانت المخابرات الإسرائيلية تمليه
عليه كأوامر لا مناص من تنفيذها ، وكأنه اسرائلي قلبا وقالبا ممّا يؤكد تماطلا
لتصفية الملفات اقتضته السياسة الإسرائيلية السرية الخفية في امتلاك كل الخيوط
للتحكم بها عن بعد في قضايا تتخذها الشعوب العربية مصيرية . وأن المسؤول المغربي
الأكثر إلماما بالمسألة الصحراوية من بدايتها إلى الآن المستشار الملكي
"أزولاي" عكس ما كان مشاعا عن المستشار الملكي فؤاد علي الهمة ، ولول
إخلاص "أزولاي" لوطنه المغرب وتدخلاته المبررة على أصعدة إسرائيلية
أمريكية لكانت مضايقات عبد العزيز بوتفليقة سبَّبت للمدن المغربية القائمة من
"وجدة" لغاية "فجيج" متاعب لا يُستهان بها .
أن يكون الإنسان
منتمياً لوطن محترَم ، يُحسَبُ له ألف حساب وتُؤْخََذُ مكانته عنواناً للاستقرار
والأمن والسلام، مهما كان وَضْعُ هذا
الإنسان في أي مجال يشعر بالفخر والاعتزاز والقدرة على رفع الرأس بثقة في النفس
غير منزعج في صمته مستمعاً للآخرين أو مُبدِياً رأيه مباشرة بالكلام . المغرب دولة
لها حضور ، إن اطَّلَعَ المطَّلعون على الجوهر وليس القشور، أكان الأمر يخص ما مضى
أو ما يلوح في أفق المتقدمين بتُؤْدَةٍ أو بسُرعةٍ إلى الأمام ، ومتى ارتبط الحب بذاك الوطن
تعذَّر التفريق في شأنه بين اليمين أو اليسار أو الوسط حيث تذوب كل المشارب
السياسية والاتجاهات الفكرية والمستويات الاجتماعية والإمكانات الاقتصادية .. تجلى
ذلك في امتحان .. النجاح في اجتيازه .. معدله العام الانسجام،
... الرؤية الأكثر
اعتبارا وتقديرا للمغرب ككيان تأتي بالمطلوب إدراكه خارج المغرب وليس داخله لمن أراد المقارنة وبعدها الاقتناع لاتخاذ أي
موقف رغب في اتخاذه متبوعا بنضال مسؤول لزرع بذور فكرة تكبر وتترعرع مع الوقت
لتصبح إصلاحا منشودا أو تغييرا يطال
بالحسنى ما تفرضه تطورات العصر وسنة الحياة في نظام وانتظام .
... شخصيا وجدتُ
وطني أينما ساقني القدر متمتعا ًبإعجاب يفوق كل تصور لدى خبراء الإستراتيجية
السياسية المتعلقة أهدافها في الإقرار بإتباع دول معينة المسالك المناسبة لفرض
وجودها وبالتالي الوصول لما تريد بوسائلها
الذاتية حفاظا على استقلالية قراراتها بما تملكه من قوة بشرية منسجمة ومن موارد طبيعية وعلى رأسها الماء . بل وقفتُ
على ظاهرة قد تفاجئ الكثير وبخاصة الغير متوفرين على معلومات مدققة مثل التي
سأزودهم بها الآن، جل الدول في العالم العربي تخاف من إسرائيل إلا المغرب إسرائيل
تخاف منه خوفا لغة ومعني ومضمونا وشكلا .
أولا ، للمغرب في إسرائيل حاليا
ربع سكانها لهم الحق في حمل الجواز المغربي والانتقال إلى وطنهم الأصلي متى شاءوا
متمتعين بكل الحقوق التي يتمتع بها المغاربة قاطبة وربما أفضل مما يحظون بها في
إسرائيل ذاتها ، هم يهود مغاربة يحظون داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي بالاحترام
والوقار الشديدين مما أهل البعض منهم إشغال مناصب قيادية مهمة في ميادين أكانت
علمية صرفة أو سياسة دبلوماسية أو عسكرية جد كتقدمة ، أذكر منهم على سبيل المثال
وليس الحصر ما دامت القائمة طويلة للغاية لا يستوعبها حجم المقال ذي الموضوع
المحدد :
- موردخاي فعنونو
/ عالم نووي .
- شلومو عمَّار
/ الحاخام الأكبر في مدينة نتانيا
- شلومو بن عامي
/ وزير خارجية سابق ، أستاذ جامعي ، مؤرخ ، سفير سابق ، عضو في الكنيسيت عن حزب
العمال .
- عمر برتيز
/ وزير دفاع
- بيلي بشلي /
وزير الصناعة ، زعيم حزب شاس سابقا
- ديفيد ليفي
/ وزير خارجية ، أستاذ بجامعة بن غوريون ، أحد قادة حزب الليكود .
- موريس ليفي
/ موريس ليفي / رئيس مجلس إدارة بوبليسيس ، ثالث أكبر مجموعة إعلامية في العالم ، أحد مؤسسي المنتدى الاقتصادي
العالمي.
- دومنيك ستراوس /
المتولي رئاسة صندوق النقد الدولي لمرحلة معينة.
الغدر شيمة الهاربين
(لضعفهم الفكري) من المواجهة المباشرة الند للند، كالصدر المملوء لدى صاحبه بالغل
والحقد ، كالكفر الجاثم على قلب يضخ أسود دم يسري في شرايين مُشَوَّهِ الجسد ،
كالقِدْرِ المطبوخ داخلها المُحَرّم بقانون التشريع المحمود، كالساهر مع مجون
مفضوح العورة محاكيا في تصرفاته طبيعة
القرود ، كالشجرة استعمرها السوس فحولها لجوفاء العود ، كالخيمة بهبوب الصرصار
نُزِعَت منها اقوي وتد ، به تصرفت جهات أو
بالأحرى أنظمة عربية لضرب المغرب من الخلف
بأسلوب صبياني يُظهر التقدير ويُضمر التدمير لا يسايره إلا ضعيف البصيرة المُجنّد
وزمرته في "البَصْرَة" أو المبعوث للعبث وبث الفتنة في موطنه "ليبيا"
المقهورة، أو الساكن بالقوة في "القاهرة" ، أو الدافع أجور المرتزقة
بالعملة الصعبة الملفوفة في أكياس تغادر صناديق سوداء حاملة علامات دويلة
"الأمارات" لانجاز أحقر التدخلات في أماكن بعناية شيطانية مختارة، أو
"المشرقيّ" المغادر لآخر مرة
"طنجة" محملا
"الطنجرة" الواضع داخلها بشاعة شهواته في السيطرة ، لتغلي فوق
حطب امرأة أبي لهب .. في حضرة أتباع وصايا مسيلمة الكذاب .. الجالسين لسبب من
الأسباب.. فوق رمال محرقة تحت سماء عليهم غاضبة مُكفَهِرَّة .
للسياسة
المُتَخَبِّطً صاحبها في قَطْعِ (بمثل العجالة) مسارها المرسوم وفق إستراتيجية
بُنِيَت عليها تدابير التدبير العام المُخَطَّط له من لدن خبراء موثوق في كفاءاتهم
العلمية المتصلة مباشرة بالميدان، سياسة تصبح بين عشية وضحاها غير سليمة مما يجعل
ذاك المتخبط يُدرك (بعد فوات الأوان) مخاطِرَ مثل القَطْع المُعرِّضِ الاستقرار
على اتجاه قار لتصريف فوضى استحواذ الطاقات الحية بقدر ما يصيبها من أضرار معنوية
فكرية تؤثر سلبا على الثقة السابق وضعها في أي قمة اختارت مصلحتها دون اعتبار
للأغلبية الساحقة المنتظرة (إن حصل ما تسرب في حقها من أخبار) لحظة الانفجار.
... المشرق العربي
بدوله "مملكة آل سعود" و"دويلة الإمارات" و
"البحرين" و"مصر" بما انحاز إليه يحترق ، وكل من التحق به سيصاب بخيبة أمل حينما يُصدم
بصرخة الشعوب العربية الموحدة على شعار يتعالي صداه من المحيط إلى الخليج : كفى
من استهتار القادة ، بما للشعوب على أراضيها من سيادة ، ساعتها سيرى هؤلاء
القادة المعنيين أن إسرائيل بذاتها ستسلمهم إلى "عزرائيل ".
... اعتقد العقلاء أن ثورة الشعب
الجزائري المجاهد البطل ستعيد بعض حكام العرب إلى حجمهم الحقيقي كخدام لشعوبهم ،
لكن للأسف الشديد ما رأوه في حاكم "مصر" يتخطى السكوت عليه إلى تذكيره
أن شعبي "السودان" و"ليبيا" على خطط مخابراته ومَن يفسح
المجال لعملائه سينتصران نصرا يليق بسمعة الشعب المصري العظيم الذي لن يستطيع (ذاك
الحاكم المستبد) بمن يخضع مؤقتا لأوامره
إذلاله أبدا، لقد سبقه لنفس المنصب مستعملا ذات السوط لتمزيق جلود المصريين
الشرفاء الفضلاء والمصريات الحرائر الفاضلات فانتهى حيث سينتهي إلى حفرة بالقرب من
مَطْرَح ، محفوفة بالعوسج تستريح فوقه
غربان مُكَسَّرة الجناح ، ميال مقامها للاعوجاج
تُعَرِّفُ على موقعها لافتة كُتِبَ فيها : هنا استقرَّ، مَن في بيع جزء
من أرض مصر فكَّر
الخوف من الغد ،
مسيطر في المشرق العربي على قائد أكثر من
بلد ، المالك ثروة الشعب يبعثرها لأبعد حد ، دون وازع ضمير ولا حاسب أو رقيب ولا
حتى فصل من فصول أي قانون يتخذه للحيطة
أهمَّ سند ، الخوف المبتدئ بارتجاف يتصاعد من باطن الجوف ، المرتطم بتهرُّب العقل
تهرب عوارض ثور من عفونة علف، ليتضح أن المتلبِّس بجرم الاستحواذ على حقوق الغير
ضارب ساعة الندم الكف بالكف ، كحركة تذكِّرهُ أن زمنه توقَّف ، عند قاضي عادل كي
ينطقها باسم الشعب حُكماً ابتدائياً حضورياً علنياً رغم قبوله الاستئناف ، النتيجة
واحدة ليس مثلها على اللسان أخف ، الطاغي
كالمستبد كالديكتاتور كالسارق أرزاق الأمة تُلحِقُ به التلف .
... الحاصل في
الجزائر الآن أمر طبيعي لغربلة مرحلة
امتلك فيها نظام فاسد فرصة حسبها دائمة فلم يكتفي بالنهب ، بل لتدمير مستقبل أمة
المليون ونصف المليون شهيد ذهب ، لينعم
بعدها براحة تُصيبه (رغما عن أنفه) بمرض الوقاحة ، لا يَشْفَى منه إلا بأجراء أدق
جراحة ، على يد شعب أصيل عظيم يملأ ثائِِراً كل زقاق أو ميدان أو ساحة ، على طول
وعرض البلاد مُنهياً تدخله المتحضر الراقي بأكبر فرحة ، مستأصِلاً ألعن قُرحة ،
عمَّر قيحها لعقدين عاشتهما الجزائر هزيلةً معتلَّةً بمجالات منكوبة مجروحة .
... المتقاعد
"خفتر"، المُغَرِّر بجزء من العسكر، مََن جعله "السيسي" داخل
"بنغازي" يتمختر، مُدَّعياً قُدرته بيع الشمال الشرقي من ليبيا لدُوَيلة
الامارات أو أي اتجاه تختار، مجرد مُغامر، كأقل تقدير، منتهي آجلا أو عاجلا لإسطبل
أعده أحرار ليبيا العزيزة لاستضافة بضع حمير، قبل تقديمهم في عرس يليق بنعيقهم وهم
في الطريق إلى مقر يُغلق أسواره بعد حكم
عادل على كل خائن لوطنه ولشعبه غادر .
... السودان أكبر من
مهزلة الانقلابين والمُنْتَظَر بعد مدة وقوعهُ للحسم النهائي المُدَشَّن بطرد
الشعب السوداني الشريف المحترم لعملاء "السيسي" أكانوا من المخابرات
المغلوبين على أمرهم أو مرتزقة تدفع أجورهم دويلة الإمارات المتخصصة مؤخرا في زرع
الفتن والتفنن في خلق المضايقات وسط الشطر
العربي المساق من عنقه بسلسلة
صانعتها "إسرائيل" على قياس مرحلة تتعرَّى أثناءها وجوه بعض الحكام
لتتيقن شعوب مصر والسعودية والإمارات والبحرين أن البحث في مصيرها يشكل الآن حتمية
لا غنى عنها لتصحيح الوضع واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحمل مسؤولية إنقاذ ما يستوجب
الإنقاذ .
... المغرب مُدركٌ
لموقعه المتميز بعد خروجه علانية من حلف أرادته دُويلة الإمارات استغلاله لفائدة
تسرُّبها نيابة عن أعضائه لتنفيذ خطة ابتدعتها إسرائيل تعويضا عن رحيل أهم عملائها في منطقة المغرب العربي عبد العزيز بوتفليقة ، دون أن ينزوي المغرب
كدولة أصبح لها الصوت المسموع المؤثر في سياسة دول كبرى تعرف أن الوصول لهدف تمكين
إسرائيل مما تريد على حساب من تريد لن يتحقق مطلقا إلا بحضور المغرب الحضور
السياسي المشروط (إضافة لذلك) ببنود أقلها
يحفر قبراً يسع كل معارض مهما انتسب
وكيفما كان شخصه على رقعة تضم مصر والأردن ومملكة آل سعود ودويلة الامارات
والبحرين والكويت وسلطنة عمان والمغرب ، فكان عليه التفكير بهدوء مادام الأمر يضعه
أمام امتحان عسير لا مناص من اجتيازه ناجحا وبتفوق كي يستمر معززا مُكرما مستقلا
في قراراته مطبقا لوازم سيادته على أرضه مطورا انجازات وحدته الترابية بإنتاج ما
يديم الاستقرار الوطني والسلم الاجتماعي العام ، التفكير في الجواب الأقوم ، على
السؤال المحوري مَن بالتعجيز مُلَغَّم ، عسى بالتوفيق يُلهم ، مُغلبا في ذلك مبادئ
السلام، بصرف النظر عن تلك التهديدات الصادرة عن وزيرة إسرائيلية تجهل جهلا تاما
ما تتوفر عليه المملكة المغربية من نفوذ جماهيري داخل قلب إسرائيل وخارجها أيضا في
قلوب وعقول يهود العالم في القارات الخمس .
... فد يقوم المغرب بجولة تضم
دول ثلاث ليس فيهن الامارات ، للبحث في طلب حكومة ليبيا الشرعية الجلوس للتحاور
تفاديا للدخول في ويلات حرب فرضها المتقاعد "خفتر" بتشجيع مباشر علني من
السيسي وابن زايد، طبعا النتيجة ستكون غير مُقنعة للمغرب كما ليبيا ما دامت الكلمة
الفصل في الموضوع لقنتها اسرائيل الرسمية لأقرب حلفائها الآن الملك سلمان وولي
عهده ، أما ملك البحرين وأمير الكويت فمحسوبين على قائمة توابع التوابع .
بدأ القلق يراود
المستشار المعني المختص في مراقبة وتجديد استقراء كل ورقة في ملف ضخم يحمل
اسم "إسرائيل" أياً كان تحرك الأخيرة بعيداً عن المملكة المغربية أو
قريبا منها ، إن لم يقلق كما نتصور فهو إلى ذلك واصلاً بعد مؤشرات مُفسّرَة من
خلال مواقع عدة في بلدان عربية تشهد انتفاضات شعبية علنية كالجزائر والسودان و
سرية (على وشك الانفجار) داخل مصر والسعودية بسبب رفض شعوب تلك الدول ما وصلت إليه
إسرائيل من حضور أفرزته هيمنتها المطلقة على عبد العزيز بوتفليقة وعمر البشير
(المُطاح بهما) و السيسي وسَلْمان المرفوق بابنه ، وبالتالي معلومات تصب كلها في
كشف مخطط أضاعت إسرائيل في إعداده وترتيبه وتنقيحه أمولاً طائلة وعملاً مُسترسلاً
دؤوباً أمتد لعقدين ونيف من الزمان لاستمرار مفعوله واحتيار المصطادين بكيفية
أصبحت معروفة لدى الخاص والعام من قادة دول قبل غيرهم من عملاء مُدرَّبين على أعلى
مستوي يتقنون ما توصل إليه العلم لضمان دقة ومفعول وتأثير العمل المندرج في الحصول
على النتائج المخابراتية بما ترمز إليه من تقنيات وتخصصات أكانت استباقية أم
بمثابة مسلسل تخريبي فكري كلما أوشكت حلقاته على الانتهاء تُبْدَعُ بقية ، وكل هذا
المجهود المبذول ولا زال من أجل استدراج المملكة المغربية للالتحاق بقائمة
المنبطحين الموافقين على تفتيت العالم العربي لتحقق اسرائل حلمها في السيطرة
المطلقة على الجنس العربي بأراضيه من المحيط إلى الخليج ، ليقينها الشديد أن
العقبة الكأداء التي من العسير جدا اجتيازها تتمثل في المملكة المغربية التي لها
في الموضوع مواقف ثابتة لا يتخذها إلا المتشبث بمبادئ لا تنفصل عن المقدسات مهما
تعاقبت الأحداث مشحونة بما لا يُبقى لمثل الممارسات الأصيلة أية ذكرى .
إسرائيل الرسمية بما فيها نتنياهو الخارج من
الانتخابات الأخيرة منتصرا انتصارا يعده تاريخيا
تعلم بالدين المغربي المطوق عنقها ، حتى وإن نأت به عن جيلها الصاعد فالتاريخ المدون بكل لغات
العالم بما فيها العبيرية يشهد بالدور الإنساني الذي أنقد به المغرب يهودا إن
غيَّب الموت الطبيعي بعضهم فثمة من الأحفاد الذين لا زالوا يتوافدون بالآلاف على
المملكة المغربية لإحياء الرحم مع الأرض التي احتضنتهم وآباءهم وأجدادهم وآوتهم
وغطت أبدانهم بلباس السكينة والأمن حينما
عافهم العالم الأوربي وبخاصة ألمانيا واسبانيا ، ومع ذلك تريد أن يشمل نفوذها حتى
يلامس أمواج شرق المحيط الأطلسي كخلفية مريحة وعمق استراتيجي تساوم به حلف طهران
لاسترجاع كل خسارة منيت بها انطلاقا من الحرب العالمية الثانية غير مكتفية بما
منحته إياها المملكة المتحدة الإنجليزية لتصبح جرحاً منذ 1948 وقيحه يتجمع لينساب
مكروبا يغطي أفئدة وقلوب المنحازين إلى أطروحتها البائعين ضمائرهم مقابل الوصول
للتربع على كراسي الحكم ثم الاستمرار فوقها مهما أدوه ثمنا مستخلصا من عرق الشحوب
المستحوذين عليها بالقمع المفرط والنهب البالغ حدودا من العبث ما عرفت الدنيا مثيلا
ً له كما يفعل "السيسي"الآن بالشعب المصري العظيم الذي لا يستحق مثل
الممارسات الجهنمية تُطَبّقُ عليه متبوعا بملك آل سعود "سلمان" الذي
تجاوز المعقول ليصبح علّة على الحرمين الشريفين وعلما يرفرف على كل بؤر الخزي
والعار والفساد فوق البسيطة ، بائعا شرف شعبه الطيب لحسناوات أمريكا وجبابرة
الصهاينة.
... الأفضل أن يبتعد
المغرب في هذه المرحلة بالذات عن المشرق ، كي
لا يحترق ، لن يكون في حاجة لأية دولة من دوله ما دام على رأسها
"السيسي " في مصر و"سلمان" في السعودية وابن زايد في الإمارات
ومن جاء على شاكلتهم من توابع التوابع ، المغرب قادر دونهم الحفاظ على مكتسباته
الوطنية ووحدته الترابية المعززة باسترجاع إقليمه الصحراوي انطلاقا من الطاح لغاية
الكركرات معتمدا على نفسه بالتطبيق الحرفي لما جعلته المسيرة الخضراء حقيقة تتغلب
على الخيال ودرساً مُلَقَناً لجهات عدة عساها تستفيد من معرفة قوة المغرب الكامنة
في شعبه العظيم ، لا يعني هذا التخلي نهائيا عن الهوية العربية أو عدم التعاون
مستقبلا مع ذوي النيات الحسنة بعد الانتهاء من ويلات حرب أشعلتها إسرائيل لتُشغل
الأمة العربية من "الرباط" إلى "الرياض" في نفس اللحظة التي
اقرَّ فيها واعترف رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية "ترامب"أن القدس عاصمة تصبح لدولة إسرائيل متحديا مسلمي الأرض
ومسيحييها مؤكداً أن اسرائل هي أمريكا الشرق ومَن لا يعجبه مثل التموقع فليمص زاده
المستقبلي كالحالي من رمال الربع الخالي ، ما كان هذا ليقع لو تحرك محمود عباس من قعدته
المريحة وضحي بكيلوغرامات من شحم استرخائه متذوقا أصناف طعام مستورد من "تل
ابيب" المُؤَدَّي ثمنها بالريال السعودي ليزداد وزنا يعيق جسده على الزحف (إن
لزم الأمر) للتنسيق مع المقاومة في غزة وبحث أنجع السبل في نكران للذات يقتضيه
النضال الحق لضمان وحدة حقيقية للفلسطينيين جميعهم دون إقصاء فصيل أو منظمة أو
جمعية ، لكنه اكتفى براحته لتتكلف المخابرات المصرية المختفية وراء وساطة تمد
اسرائل بما تحتاجه من وقت حتى وصل الموعد / المصيبة لإدخال القضية الفلسطينية لغرفة الإنعاش .
مصطفى منيغ
Mustapha Mounirh
سفير
السلام العالمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق